المقدمةتقف البشرية اليوم على حافة الهاوية .. لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها.. فهذا عَرَضٌ للمرض و ليس هو المرض .. و لكن بسبب افلاسها في عالم القيم التي يمكن ان تنمو الحياة الانسانية في ظلالها نموا سليما و ترتقي ترقيا صحيحا. و هذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي، الذي لم يعد لديه ما يقنع ضميره باستحقاقه للوجود. فالنظريات و الفلسفات الغربية و في مقدمتها الماركسية قد اجتذبت في أول عهدها عددا كبيرا في الشرق و الغرب نفسه باعتبارها مذهبا يحمل طابع العقيدة ، قد تراجعت هي الاخرى تراجعا واضحا من ناحية الفكرة حتى تكاد تنحصر الآن في الدولة و أنظمتها التي تبعد بعدا كبيرا عن أصول المذهب.. ان قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال : لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية و العسكرية.. و لكن لان النظام الغربي قد انتهى دوره لانه لم يعد يملك رصيدا من القيم يسمح له بالقيادة . فهناك الكثير من الشرقيين عامة و المسلمين خاصة لا يزالون متأثرين بالغرب مبهورين به ، و هذا لا يعود لضعف حضارتنا و علومنا الاسلامية و لكن لجهلهم بها، لذلك نرى العديد من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية التي تحث على العلم و التعلم : قال الله تعالى: يَرفعُ الله الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العِلمَ درجات و قال تعالى: هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون . و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد بسبعين درجة). الاسلام لا يتنكر للابداع المادي في الارض لانه يعده من وظيفة الانسان الاولى منذ أن عهد الله اليه الخلافة في الارض و إذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة . فلذلك لا بد من قيادة تملك ابقاء و تنمية الحضارة المادية التي وصلت اليها البشرية، و تزود البشرية بقيم جديدة ( بالقياس الى ما عرفته البشرية) بمنهج أصيل و ايجابي و واقعي في الوقت ذاته. و الاسلام وحده هو الذي يملك تلك القيم و هذا المنهج. ان هذا الكتاب أقدمه لقراء العربية و المسلمين جميعا في كل مكان من الارض عسى أن يكون الخطوة الاولى لمعرفتهم عن الاسلام عقيدة ليعلموا أن الاسلام هو سبيل الانقاذ و خير الانسانية جمعاء... قال سيدنا علي رضي الله عنه نظما :
المُحبَّة
|
|||||||||||