الصفحة السابقة الصفحة التالية الفهرس الصفحة الرئيسية

رؤية الله تبارك وتعالى

قال الله تعالى : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة

معنى هذه الآية ليس أن الله جالس فوق ، بل هذه الآية عن يوم القيامة في الجنة ، أحوال أهل الجنة ، يعني أن المؤمنون يرون الله وهم في الجنة ، وليس معناه أن الله جالس في الجنة ولا جالس في مكان آخر ، بل لأن في الجنة الله يكشف عن بصرنا فنراه في الجنة .قال الإمام أبي حنيفة في الفقه الأكبر :
والله تعالى يُرى في الآخرة ، يراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة . انتهى

أما الكفار قال الله تعالى : فإنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون الكفار لا يرَوْن الله لا في الدنيا ولا في الآخرة : وجوه يومئذٍ عليها غبرة هذه عن الكفار ، أما المؤمنون فإنهم يرَوْن الله وهم في الجنة لا فوق ولا تحت ولا جالس ، ولا عن اليمين أوعند اليسار ولا بعيد ولا قريب ، لأن الله ليس له شكل أوحجم ، نراه بقدرته وهويعلم كيف نراه ، نقول ليس له كيف ، لأن رؤيتنا لله بدون كيف ، نقول نراه بأعيننا من غير أن نقول إن الله بوجهنا أوعالي أومنخفض أوعن اليمين أوعن اليسار أوقريب أوبعيد ، نعبد الله من غير أن نراه ، والله سبحانه وتعالى أعلم . فالسعيد هوالمؤمن الذي يتوفّى على الإيمان ويكون مثواه جنة الخلد وينعم برؤية الله تعالى تُسَر لها القلوب والعقول.

الصفحة السابقة الصفحة التالية الفهرس الصفحة الرئيسية