الصفحة السابقة الصفحة التالية الفهرس الصفحة الرئيسية

الرِّدة

قال الله تعالى :
ومن يرتَدِدْ منكم عن دينه فيمُتْ وهوكافر فأولئك حبِطَتْ أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .

وقال الله تعالى : إنَّ الله لا يغفر أن يُشرك به ويَغفر ما دون ذلك لمن يشاء .

وقال الله تعالى : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنَّ العبد لَيتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا أي مسافة سبعين عاما في النزول ، وذلك منتهى جهنم وهوخاص بالكفار . والحديث رواه الترمذي وحسنه .

وفي معناه حديث رواه البخاري ومسلم : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب .

وقد جاء عن عبد الله بن مسعود أنه خاطب لسانه فقال : يا لسان قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم من قبل أ، تندم ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أكثر خطايا ابن آدم من لسانه .

ومن الأحاديث التي فيها الخير قوله عليه الصلاة والسلام : إنك ما تزال سالما ما سكتَّ فإذا تكلمت كُتب لك أوعليك . أي سالما من تسجيل الملك فإذا تكلمت بالخير يسجل لك وإذا تكلمت بالشر يسجل عليك .

ذكر النووي في المنهاج وغيره كروضة الطالبين ، قال في المنهاج:
الردَّة هي قطع الإسلام بنية أوقول كفر أوفعل سواء قاله إستهزاءا أوعنادا أوإعتقادا. انتهى

أقسام الردَّة :

1- الإعتقادات : أي ما يعتقده الشخص في قلبه .
2- الأقوال : أي الألفاظ المكفِّرة .
3- الأفعال : أي ما يفعله الشخص بجوارحه .

يجب على كل مسلم حِفظ إسلامه وصونه عما يفسده ويبطله ويقطعه وهوالردَّة والعياذ بالله تعالى ، وهوأفحش الكفر وأغلظه حكما ، لأن المرتد لا يقرُّ بالجزية ولا يؤمن بخلاف الكافر الأصلي في ذلك، وأن الردة تحبط العمل إن اتصلت بالموت فكأن المرتد لم يعمل شيئا وإلا حبط ثواب عمله ولا يلزم من كون الردة أقبح أنواع الكفر كون المرتد أقبح من الكافر الأصلي .

وكثر في هذا الزمان التساهل في الكلام حتى أنه يخرج من بعضهم ألفاظ تُخرجهم عن دين الإسلام ولا يرون ذلك أي خروج الألفاظ ذنبا وحجابا عن الله فضلا عن كونه كفرا . وقد قال أحدهم : تعلمت الشر لا للشر لكن لتوقيه فإن من لم يعرف الشر يقع فيه .

وكما ذكر سابقا الردة ثلاثة أقسام : اعتقادات في القلب وأفعال وأقوال وكل قسم من تلك الثلاثة يتشعَّب شعبا كثيرة لأن هذا بحر لا ساحل له .

الصفحة السابقة الصفحة التالية الفهرس الصفحة الرئيسية