الصفحة السابقة الصفحة التالية الفهرس الصفحة الرئيسية

فضل العلم الشرعي

العلم دليل خير ويدل الإنسان على مكارم الإحسان إلى الناس ونصرة المظلوم ، والعلم يشمل ما هوفرض عيني وفرض كفاية . والعلم الفرض أفضل الفرائض والعلم هوبالله ورسوله والعلم بالحلال والحرام ، ونقل العلم أفضل من النوافل لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري :

يا أبا ذر لأن تغدو فتتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مئة ركعة .

هذا في العلم الذي هومندوب وليس الفرض أي العلم تطوعا كالتراويح أوتهجد أونفل يجوز بين الصبح والظهر كالضحى وقد قال الرسول صلى الله وسلم : لئن تغدوا فتتعلم بابا من أبواب العلم خير لك من أن تصلي ألف ركعة .

أي من ركعات التطوع ومعنى بابا من العلم أي موضوعا من مواضيع الوضوء ومعرفة فروض الوضوء وفروض الغسل وموضوع التيمم والإنشغال بتعلم هذا خير من الإنشغال بصلاة ألف ركعة إذا وزعها إلى عدة ليالي ، وإذا ذهب إلى عالم من العلماء التقاة وتعلم موضوع من مواضيع الشريعة خير له من صلاة ألف ركعة . هذا الحديث رواه ابن ماجة عن أبي ذر الغفاري .

العلم الذي هوفرض عين هو:

1-علم صفات الله تعالى الواحد ، إن الله تعالى له الصفات ما ثبتت بذات الله تعالى بالأزل ولا شيء من صفاته وهوثابت في الأزل كل صفات الله ثابتة في الأزل لأنه لا يطرأ عليه صفة لم تكن في الأزل ، وصفات الله تعالى : علمه ، كلامه ، سمعه ، بصره ، وقدرته وأن الله له علم أزلي وقدرة أزلية وإرادة أزلية ونؤمن بذلك ، عند ذلك نكون آمنا بالله وبصفاته الأزلية وهذا هو الإيمان الذي أمرنا الله به وهذا أول ما يعلمه الإنسان أول حياته ينجّي من النار و يدخله إلى الجنة .

2- وعلم صفات الفرد وحقها أي علم صفات النبوة لأنهما قرينتان

لا إله إلاّ الله محمد رسول الله

أي أن محمد رسول الله قرينتها للجملة الأولى لا إله إلاّ الله . فمن لم يتعلم أحكام الشريعة فهو عاص معصية كبيرة ومهما يشتغل بالعبادة ويقضي نهاره بصيام التطوع فهو فاسق عاص كبير . قال بعض الأكابر ابن حجر العسقلاني وكثير غيره: من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور .

فالعمل بالفرض يقرّب إلى الله أكثر من العمل بالنوافل فعلينا بتقديم الفرض على النفل عملا بالقاعدة المذكورة وأفضل الأعمال على الإطلاق هوالإيمان بالله ورسوله . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبّ ممّا افترضت عليه ، وما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني أعطيته ، ولئن استعاذني لأعيذنّه . رواه البخاري .

فأول وأفضل فرض هوالايمان بالله ورسوله.

الصفحة السابقة الصفحة التالية الفهرس الصفحة الرئيسية